النشر الحديث والالكتروني

الاثنين، 17 مايو 2010

كشافات النصوص العربية

ليس للمسلمين الأوائل حاجة إلى كشافات لنصوص القرآن أو الحديث ،فقد كان أكثر العلماء والمشتغلين بالعلوم الدينية من حفظة القرآن والأحاديث، أما بعد انتشار المصاحف المطبوعة وقلة حفظة القرآن والحديث وتشعب العلوم والتخصصات أصبحت الحاجة ملحة لوجود كشافات تدل على مواضع ألفاظ ونصوص القرآن الكريم والأحاديث لمختلف الأغراض، ولقد قام بعض العلماء المسلمين بجهود كبيرة في تكشيف القرآن والحديث ضمن عنايتهمالفائقة بعلوم القرآن والسنة حيث وضعت الكثير من المعاجم والأدلة التي تهدف إلى تسهيل استخدام مصادر التشريع.
وقد أخذت بدايات تكشيف النصوص للقرآن الكريم اتجاهين أحدهما إسلامي والآخر أوربي استشراقي ، وان أول سابقة في هذا المجال كان " الوردادي حافظ إبراهيم كما أشار إليه إبراهيم الابياري في الموسوعة الإسلامية، ووضع الوردادي فهرسه المعروف باسم " ترتيب زيبا " في اللغة الفارسية ويقصد به الترتيب الجميل وقد رتبت فيه آيات القرآن الكريم على نمط يخالف النهج المعجمي حيث اعتمد على أوائل الآيات.
ثم جاء حافظ إبراهيم بن مصطفى وحاول إعادة النظر في " ترتيب زيبا " وتيسير الانتفاع به حيث وضع كتابه " تسهيل الترتيب " الذي يقول الأبياري أن مخطوطه في مكتبة الأزهر.
أما الاتجاه الثاني الذي سلكه العرب والمسلمون بشأن كشافات النصوص فقد أخذوه عن المستشرقين. حيث عمل هؤلاء الغربيون على تيسير الرجوع إليه واستخراج ما يحتويه. فأنشأوا فهارس مختلفة الضروب كان من أكبرها كتاب " نجوم الفرقان في أطراف القرآن " للمستشرق الألماني جوستاف فلوجل ورتب فيه ألفاظ القرآن ترتيباً ألفبائياً على حروف المعجم، ومع هذا وقع في بعض الأخطاء، فجاء من عقب عليه وسار على نهجه، حيث وضع علمي زاده فيض الله الحسيني كتابه " فتح الرحمن لطالب آيات القرآن " رتب فيه الكلمات ترتيباً معجمياً ووضع الكلمات تحت رؤوس موادها. ثم رمز للسور وترك الكلمات التي يكثر ورودها.
تم جاء محمد فؤاد عبد الباقي، ويعتبر أبرز المشتغلين في كشافات النصوص فسار على نهج فلوجل فصحح الأخطاء التي وقع فيها، واستفاد من عمل زاده فتحاشى الرموز المعقدة، واستخدام المصحف العثماني في الإشارة إلى مواقع السور والآيات.
أما فيما يخص تكشيف نصوص الحديث النبوي فقد تطور عبر مسلكين أحدهما منهج إسلامي صرف، وفيه ابتكر المسلمون الأوائل ترتيب الأحاديث وفق أسانيدها مع ذكر أطراف أو مقاطع من الأحاديث التي تندرج تحت اسم كل راٍو ارتبط بحديث معين. وتعود بدايات هذا المنهج إلى القرن السابع الهجري تقريباً.
أما المنهج الثاني فيعتمد على فرز وترتيب النصوص والمتون فقد ابتدأه المستشرقون وساروا فيه على نمط الكشافات اللاتينية ثم أخذه المسلمون فيما بعد.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية